(( تركيا وحدها تحتضن ثلثي اللاجئين السوريين في العالم كله ))
المحامي : غزوان قرنفل
منذ عدة سنوات وصفت الأمم المتحدة الوضع في سوريا بأنه إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحالي وهو تعبير ملطف وديبلوماسي ربما لا يشي تماما بحقيقة وحجم الكارثة ولا يحيط بمختلف جوانبها وآثارها .
في أحدث إحصائية لفريق منسقو الاستجابة في الشمال السوري فإن أعداد النازحين حتى نهاية العام 2020 بلغت 2.1 مليون نازح من أصل 4 مليون شخص يقيمون في مناطق سيطرة القوى المعارضة في شمال سوريا يقيم منهم حوالي مليون و44 ألف شخص في المخيمات والتي يبلغ عددها 1293 مخيم .
يبلغ عدد النساء الأرامل ممن ليس لهن معيل في هذا التجمع البشري المهول للنازحين 46.302 سيدة أرملة ، ويبلغ عدد الأطفال الأيتام 197.865 يتيم ، أما ذوي الاحتياجات الخاصة فبلغ عددهم 199.318 حالة .
أما أعداد اللاجئين السوريين خارج الأراضي السورية فيبلغ وفق معظم الاحصائيات المتداولة أكثر بقليل من 5.600.000 لاجئ منهم أزيد من 3.627.000 في تركيا أي أن حوالي ثلثي اللاجئين السوريين المنتشرين في العالم كله موجودين في تركيا بينما يتوزع الثلث الباقي على ( لبنان والأردن ومصر والعراق وأوروبا وكندا ).
ليس ثمة إحصاءات دقيقة عن عدد اللاجئين السوريين الذين لقوا حتفهم غرقى في البحر المتوسط في رحلة لجوئهم إلى أوروبا لكن الأعداد تقدر على الأقل بثلاثة آلاف غريق .
مئات الأطفال السوريين ممن تتراوح أعمارهم بين 13 – 16 سنة من أصل أكثر من عشرة آلاف طفل مفقود في أوروبا من جنسيات مختلفة .
تتخذ اليوم بعض دول العالم إجراءات لمنع وصول لاجئين جدد إليها أو إلى البر الأوروبي ، فاليونان التي أقامت جدارا الكترونيا على حدودها مع تركيا وصارت تبث موجات صوتية تصيب بالصمم اللاجئين الذين يحاولون عبور حدودها وكثفت من دورياتها البحرية التي تجبر القوارب المطاطية الملأى بطالبي اللجوء للخروج من مياهها الإقليمية ، شرعت قانونا يعتبر تركيا دولة آمنة بالنسبة للاجئين وبالتالي لن يمنحوا فرصة اللجوء إليها .
كذلك أعلنت الدانمارك عن سحب مئات الاقامات التي يتمتع أصحابها من اللاجئين السوريين بحق الحماية وأعلنت أن محافظتي دمشق وريفها آمنتين ويمكن للاجئين منهما العودة إليها (!) بل هناك مساع واتفاق مع عدد من الدول الإفريقية لافتتاح مراكز لجوء فيها يتم ترحيل اللاجئين إليها أو استقبال اللاجئين الجدد فيها والبت بطلباتهم وفي حال قبولها يبقى اللاجئون في تلك الدول وعلى حساب الدانمارك (!) .
هذا الخزي والعار الدوليين لا يعبر فقط عن فشل المنظومة الدولية بالتعامل مع الملف السوري وحماية السوريين من بطش نظامهم السلطوي وإجرامه وإنما يمتد ليطال أوضاع اللاجئين والنازحين القانونية والإنسانية ليعكس لامبالاة قل نظيرها في التعاطي مع كارثة بهذا الحجم .
نحن في تجمع المحامين السوريين نؤمن أن يوم اللاجىء العالمي ليس كرنفالا أو احتفالية فحسب بل هو مناسبة للقول أن ثمة لاجئين لأسباب مختلفة في هذا العالم منتهكة حقوقهم ومقهورين ومقموعين من سلطات بلدانهم وأن على المجتمع الدولي أن يقارب الأمور من منظار مختلف ويتعاطى من الآثار المديدة لتلك الكارثة على المجتمعات التي تستباح من حكامها والذين يجب أن لا تكون فكرة ومبدأ السيادة حصانة لهم ولإجرامهم يحول دون التدخل الإنساني الأممي لحماية المدنيين فيها .
الصورة المرفقة للفنان محمود هنداوي . من الانترنت